أخبارأخبار عاجلةتقرير

*الجنوب بين الأمس واليوم: من الاستعمار البريطاني إلى النفوذ والاستعمار الإماراتي*

عدن-سكاي

في تاريخ الشعوب، تظل لحظات التحرر من الاستعمار محفورة في ذاكرة الأجيال، باعتبارها انتصارا على الظلم واستعادة الكرامة الوطنية.

كان يوم 14 أكتوبر 1963 من تلك اللحظات التي لا تنسى، حين انتفض أبناء الجنوب ضد الاستعمار البريطاني، وبذلوا أرواحهم من أجل الحرية، وها نحن اليوم نحيي هذه الذكرى العظيمة، ولكن في خضم الاحتفال، يطفو تساؤل مؤلم: هل الجنوب اليوم يعيش في ظل استقلال حقيقي أم أنه يواجه شكلاً جديداً من الاحتلال؟

بعد سنوات طويلة من رحيل الاستعمار البريطاني، تظهر ملامح نفوذ خارجي آخر يطغى على القرار والسيادة في الجنوب، الإمارات، التي دخلت اليمن تحت مظلة “التحالف العربي”، لم تأتي فقط لدعم الشرعية كما تزعم، بل عملت بشكل منهجي على بسط نفوذها في الجنوب، سواء عبر السيطرة على الموانئ أو عبر دعم فصائل مسلحة موالية لها، ما جعلها القوة الفعلية التي تتحكم بمفاصل الحياة السياسية والاقتصادية في هذه المنطقة.

إذا نظرنا بعمق إلى ما يحدث، نجد أن الإمارات ليست مجرد قوة مساعدة في الحرب، بل أصبحت صاحبة مصلحة مباشرة في الجنوب، من السيطرة على جزيرة سقطرى الاستراتيجية إلى التحكم في موانئ عدن، يبدو أن هناك مخططاً إماراتياً للسيطرة على الموارد الحيوية والمواقع الجغرافية المهمة.لكن ما يزيد الأمر تعقيدا هو أن الإمارات تعتمد على استراتيجيات ناعمة في التغلغل في النسيج الاجتماعي والسياسي للجنوب، مما يجعل من الصعب على الكثيرين رؤية الصورة كاملة، وهذا هو جوهر الخطر؛ السيطرة التي لا تأتي عبر البنادق فقط، بل عبر التحالفات و التمويلات والسيطرة على مراكز القرار.

اليوم، نجد أنفسنا في الجنوب أمام تحدي استعادة الاستقلال الفعلي. الاحتلال لم يعد كما كان في القرن الماضي، فاليوم هو احتلال بأدوات جديدة وأقنعة مختلفة، وعي أبناء الجنوب يجب أن يرتقي لمستوى هذه التحديات، إذ أن الحرية التي دفع أجدادنا ثمنها غالياً، باتت مهددة مرة أخرى.ختاماً، لا يمكن أن نحتفي بذكرى ثورة 14 أكتوبر دون أن ندرك أن معركة التحرر لم تنته بعد، الجنوب اليوم يحتاج إلى ثورة وعي جديدة، ثورة تفتح أعين الجميع على ما يحدث، وتعيد للأرض والقرار سيادتها، فكما طردنا الاستعمار البريطاني من قبل، فإننا قادرون على استعادة حريتنا كاملة من أي نفوذ خارجي جديد.

خبر ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى